التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مهارات القراءة : كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟

كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟

هل تعلم أن القراءة قد تكون تضييعاً للوقت في بعض الأحيان؟ بالفعل، قد تكون قرأت عدداً كبيراً من الكتب، ولكن حينما تعود لتقرأها مرة أخرى تكتشف أنك قد نسيت أكثر من 90% من محتواها

فلماذا ننسى هذا الكم، وكيف نتغلب على ذلك لنتذكر أكثر من 90% من محتوى الكتاب؟ تابع القراءة

اولاً: كيف تنتقل المعلومات لعقولنا؟

كيف تنتقل المعلومات لعقولنا

تنتقل المعلومات التي تتلقاها من الحواس (كحاسة النظر والسمع واللمس..إلخ) عن طريق النواقل الحسية، تقوم هذه النواقل بنقل المعلومات من الحواس إلى الذاكرة قصيرة المدى، وهذه الذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة ثواني او دقائق قليلة

بعد ذلك، تنتقل بعض المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، وهي ذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة طويلة، بينما البعض الآخر من المعلومات لا يصل لهذه الذاكرة ويتم نسيانه بسرعة، وطبعاً نريد أن نجعل ما نقرأه يصل للذاكرة طويلة المدى لنتذكره أطول فترة ممكنة، فكيف ذلك؟

العوامل المؤثرة في قوة التذكر 


هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، سنذكر أهمها:


 1. الإهتمام



كلما كنت مهتماً أكثر بمحتوى الكتاب والمواضيع التي يتناولها كلما زادت إحتمالية أن تتذكره، لذا عليك أن تُذكّر نفسك دائماً بأهمية الكتاب الذي تقرأه وكيف سيفيدك؟ فهذا يجعلك تهتم أكثر بالكتاب

2. الإنتباه


حينما تضع انتباهك بالكامل فيما تقرأه او تتعلمه فإنك تتذكر بصورة أفضل، لذا عليك بتخفيف أي ضوضاء محيطة بك واختر مكان هادىء للقراءة، ايضاً توقف عن التفكير في شىء آخر اثناء القراءة

 3. الفهم والتعمق في الموضوع


خطأ فادح يقع فيه بعض الناس وهو القراءة السطحية أو السريعة ظناً منهم أن هذا سيجعلهم يتعلمون بشكل أسرع، وهذا غير صحيح، فالشىء الذي يدخل في عقلك بسرعة سيخرج منه بسرعة ايضاً، فكلما تعمقت وقرأت التفاصيل أكثر كلما فهمت الموضوع أكثر وثبتت المعلومات في ذهنك أكثر

لهذا قد تكون ملخصات الكتب ليست مفيدة في أغلب الأوقات، فالملخصات تعطيك القشور فقط ولا تجعلك تتعمق في الموضوع وبالتالي ستنساها أسرع.

 4. الإرتباط


 حينما تكون المعلومة التي قراءتها هي مجرد معلومة فلن تتذكرها جيداً، يجب عليك ربط هذه المعلومة بموقف حدث لك من قبل أو أي مثال عملي يشرح هذه المعلومة، لذا حاول أن تتذكر احداث او تقرأ امثلة مرتبطة بالمعلومة لتتذكرها بشكل أفضل.


 5. الثقة في التذكر



 إذا وضعت في عقلك أن ذاكرتك ضعيفة وأنك تنسى بسرعة فلا تتوقع أن تكون ذاكرتك قوية، فثقتك في ذاكرتك لها دور كبير في قوة الذاكرة، لهذا سيكون من المفيد أن تشاهد بعض الفيديوهات أو تقرأ كتب او مقالات تتحدث عن قدرات عقلك الخارقة، ولو ان بعضها يبالغ قليلاً، إلا أنها ستعطيك ثقة أكبر في ذاكرتك


 6. المكان والبيئة المحيطة



 إذا حاولت القراءة في غرفة نومك مثلاً فلن تستطيع التركيز وبالتالي ستنسى بسرعة، وذلك لأن المكان ليس مهيأ للقراءة، لذا خصص مكان مناسب للقراءة يكون هادىء ونظيف ومهيأ للقراءة

 7. النوم


 في كتابه "لماذا ننام"، يذكر ماثيو ووكر استاذ علم النفس والأعصاب في جامعتي هارفاد وبيركلي أهمية النوم في التذكر،

 وذكر في الكتاب عدة دراسات تشير إلى أن الناس الذين ينامون 6 ساعات يومياً ( أي أقل من حاجتهم الطبيعية)، فإن معدل تذكرهم يكون اقل بنسبة 30% من الأشخاص الذين يحصلون على حاجتهم الكاملة من النوم، لذا تأكد من نومك جيداً، خصوصاً في نفس ليلة تلقي المعلومة.

_________________________________________

بعد كل هذا، قد تجد نفسك تنسى ايضاً، فماذا تفعل؟ سنفهم ذلك سوياً


منحنى النسيان الرهيب

منحنى النسيان

اكتشفه عالم النفس الألماني هيرمان ابينجهاوس، يوضح هذا المنحنى أننا ننسى حوالي 70% مما نتعلمه بعد يوم واحد فقط، وبمرور شهر واحد نكون نسينا 95% تقريباً (قد تختلف هذه النسب قليلاً تبعاً للعوامل السابق ذكرها)

ولكن، نحن لم نقرأ لنتذكر 5% فقط!

لهذا هناك حل يسمى بطريقة التكرار المتباعد

التكرار المتباعد


الهدف من هذه الطريقة هي أن تتذكر أكبر قدر ممكن من المعلومات بعد مدة طويلة

تنص هذه الطريقة بيساطة أن تقوم بتكرار ما تعلمته على فترات متباعدة، ليكون كالتالي:

المرة الأولى: بعد 20 أو 30 دقيقة من تلقي المعلومة
المرة الثانية: بعد يوم واحد
المرة الثالثة: بعد أسبوعين أو ثلاثة اسابيع
المرة الرابعة: بعد شهرين أو ثلاثة أشهر

طبعاً يمكنك التغيير قليلاً في هذه المواعيد، ولكن المبدأ واحد وهو التكرار على فترات متباعدة، ويفضل أن تكون المرة الأولى للتكرار بعد دقائق من قراءة المعلومة لأول مرة

ملاحظات

_ من الطبيعي جداً أن تنسى المعلومات الغير هامة، فطالما عقلك وجدها غير مهمة فسيلقيها في سلة المهملات

_ القراءة السريعة هي هراء، لا يمكن الجمع بين القراءة السريعة والفهم الجيد للكتاب، فالكثير من الكتب تحتاج لتأني في القراءة لتحقق أكبر استفادة منها

_ لتتذكر أفضل، قم بشرح ما قرأته لشخص آخر مهتم بالكتاب، و إن لم تجد، فتظاهر أن هناك شخص امامك تشرح له

_ استخدم أقلام التظليل لتظلل الأجزاء الهامة في الكتاب

_ قم بتدوين أهم النقاط في مفكرتك، واحرص ان تدوّن بطريقتك الخاصة وليس بطريقة كاتب الكتاب.


بعض المصادر:
  • كتاب مهارات تنشيط الذاكرة_ روزالي ماجيو
  • كتاب لماذا ننام_ ماثيو ووكر

تعليقات

  1. مقال دسم يا مينا، سلمت أناملك⁦📝

    لتوي أنهيت قراءة كل مقالاتك، شكرا لتلك النصائح الواقعية والقابلة للتطبيق (هذه ميزة لاحظتها في محتواك)، سأحرص على سرقة الكثير منها ووضعه قيد التطبيق.

    بالتوفيق يا مُبدع⁦🙏🏻⁩

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً منير لدعمك، شكراً ايضاً لوضع مدونتي في المدونات التي تنصح بها، اسعدني ذلك كثيراً
      شكراً يا خباش:)

      حذف
  2. شكراً لك لقد أستفدت منك شكرا علي مساعدتك أتمني لك المزيد من النجاح

    ردحذف
  3. شكرا مقالة مختصرة ومفيدة

    ردحذف
  4. شكرا جزيلا لقد استفدت كثيرا من مقالاتك ونصائحك شكرا مجددا

    ردحذف
  5. شكرا جزيلا . مقاله جميله و مفيده . شرفت بمتابعت حضرتك

    ردحذف
  6. عزيز مينا .. سعيد بتجربتك بهذه المدونة والتي تسبق تجربة مدونتي (madbology.com).
    وأرجو أن تجود علي بخبرتك في ضمان قبول الانضمام الى جوجل ادسنس، حيث حاولت مرتين ولم اوفق.
    واشكرك اخي الكريم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الطريقة شبه الأكيدة للتخلص من إدمان مواقع التواصل (من تجربتي الشخصية)

منذ ما يزيد عن 4 سنوات كنت أبحث عن طرق فعالة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الإجتماعي، ولكني وجدت الكثير من تلك الطرق تعتمد على العقلانية (مثلًا أن تسأل نفسك عن مدى استفادتك منها)، وجزء آخر منها يعتمد على عقد العزم والإرادة، ولكن هذا لم ينفعني كثيرًا وحده، وقد لا ينفعك أيضًا؛ إذ يقال أن الإنسان يأخذ قراراته بالعاطفة أولًا ثم يبررها بالمنطق، لهذا سنستخدم هنا دور العاطفة ممزوجة ببعض العقلانية. لتتخلص من آدمان مواقع التواصل إتبع الآتي : 1.  زد من استخدامك لمواقع التواصل. نعم، أنت تقرأ عن التخلص من إدمان مواقع التواصل، وأنا في كامل قواي العقلية وأنا أسألك أن تزيد من استخدامك لها، فإن كنت تقضي على هذه المواقع 3 ساعات فاجعلها 6 ساعات، لا تتنازل عن ذلك، عليك أن تقضي ما يقارب من ضعف الوقت يوميًا، قم بفعل ذلك لمدة 3 أو 4 أيام متواصلة. ولكن لاحظ هنا أنك تريد التخلص من إدمان مواقع التواصل وليس التخلص من صحتك! لذا استخدم قاعدة 20/20/20 للحفاظ على عينيك (كل 20 دقيقة خذ استراحة لمدة 20 ثانية وانظر لشىء يبعد عنك 20 قدمًا، أي 6 أمتار)، وتحرك من مكانك كل عدة دقائق منعًا لحدوث أية آثار صحية. لن تفيد

كلما أقوم للمذاكرة أجد شيئًا يمنعني، ماذا أفعل؟

الإجابة بسيطة: تنقصك الإرادة! اممم لالا ليس هذا هو السبب. أنت لديك الإرادة بالفعل وترغب في التفوق، دائمًا ما تتخيل نفسك حاصلًا على درجة مرتفعة وعن مدى سعادتك وقتها، ولكنك-رغم كل ذلك- لا تذاكر، أليس كذلك؟ لقد مررتُ بذلك كثيرًا هناك عدة أسباب لاحظتها متأخرًا ونادرًا ما تجدها في المواقع، وهي تتعلق بأفكارك حول نفسك والآخرين والمذاكرة، دعني أوضحها: تظن أن قدراتك خارقة وبإمكانك انهاء المنهج بسهولة نهاية العام! هناك جزء مغرور بداخلنا يخبرنا أننا ذوي قدرات خارقة، و أن قدراتنا أعلى من قدرات أقراننا. هذا ما يسمى في علم النفس بتأثير فرط الثقة (Overconfidence Effect). لم أوضح ما المشكلة في ذلك؟ حينما تظن أن قدراتك أعلى من غيرك، فإن النتيجة ستكون أن تظن أنك تستطيع مذاكرة المنهج بالكامل أسرع منهم بسبب قدراتك الفذة. مثلًا الطبيعي أن زملائك يحتاجون 6 أشهر لمذاكرة المنهج بالكامل، ولكنك تظن أنك بإمكانك مذاكرته في أسبوعين فقط، وما النتيجة؟ تبدأ-بشكل لاواعي أحيانًا- بالتفكير: "لطالما أنه بإمكاني مذاكرة المنهج بالكامل في آخر اسبوعين، فما الذي يجعلني أذاكره الآن رغم أن الإمتحان مُتبقى له عدة أشهر؟&quo