التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الطريقة شبه الأكيدة للتخلص من إدمان مواقع التواصل (من تجربتي الشخصية)

منذ ما يزيد عن 4 سنوات كنت أبحث عن طرق فعالة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الإجتماعي، ولكني وجدت الكثير من تلك الطرق تعتمد على العقلانية (مثلًا أن تسأل نفسك عن مدى استفادتك منها)، وجزء آخر منها يعتمد على عقد العزم والإرادة، ولكن هذا لم ينفعني كثيرًا وحده، وقد لا ينفعك أيضًا؛ إذ يقال أن الإنسان يأخذ قراراته بالعاطفة أولًا ثم يبررها بالمنطق، لهذا سنستخدم هنا دور العاطفة ممزوجة ببعض العقلانية.

لتتخلص من آدمان مواقع التواصل إتبع الآتي:

1.  زد من استخدامك لمواقع التواصل.

نعم، أنت تقرأ عن التخلص من إدمان مواقع التواصل، وأنا في كامل قواي العقلية وأنا أسألك أن تزيد من استخدامك لها، فإن كنت تقضي على هذه المواقع 3 ساعات فاجعلها 6 ساعات، لا تتنازل عن ذلك، عليك أن تقضي ما يقارب من ضعف الوقت يوميًا، قم بفعل ذلك لمدة 3 أو 4 أيام متواصلة.

ولكن لاحظ هنا أنك تريد التخلص من إدمان مواقع التواصل وليس التخلص من صحتك! لذا استخدم قاعدة 20/20/20 للحفاظ على عينيك (كل 20 دقيقة خذ استراحة لمدة 20 ثانية وانظر لشىء يبعد عنك 20 قدمًا، أي 6 أمتار)، وتحرك من مكانك كل عدة دقائق منعًا لحدوث أية آثار صحية. لن تفيدك هذه الخطوة دون إتباع الخطوة التالية

2. لا تنشر أي منشورات/ تعليقات/ تغريدات

السبب الأكبر لإدمانك هو جرعة الدوبامين التي تحصل عليها كلما يضغط أحد على زر الإعجاب أو المشاركة، فور أن تتوقف عن نشر أي شىء ستكتشف أن بقاءك على هذه المواقع أصبح مملًا. ومازلت عند رأيي: عليك أن تتحمل 6 ساعات يوميًا من هذا الملل، وإن إنتهت المنشورات ولم تجد منشورات جديدة قم بتحديث الصفحة حتى تجد منشورًا جديدًا.

3. إن شاركت بالخطأ، عليك أن تنتظر عددًا كبيرًا من اللايكات.

أنت لست قليلًا، وآراءك ليست سيئة لتحصل على 3 لايكات أو حتى 30. إن نشرت شيئًا جديدًا بالخطأ فالأفضل أن تحذفه، وإن لم تحذفه فكل منشور أو تعليق تنشره انتظر منه أن يحصل على 100 إعجاب على الأقل، إن لم تحصل على هذا العدد فإن الناس في هذه المواقع سيئون ولا يقدرونك، قيمتك أكبر من ذلك!

4. أدخل لصفحات المعارضين لرأيك دائمًا.

أيًا كان رأيك السياسي أو الديني أو غيره، ادخل دائمًا لصفحات المعارضين لرأيك، الذين تراهم أغبياء وذوي عقول ضحلة، إقرأ تعليقاتهم وإقرأ آراءهم المتعصبة.

5. احذف تطبيقات مواقع التواصل من هاتفك

واستبدلها بالمتصفح، مثلًا إن كان لديك تطبيق facebook على جهازك فإحذفه وإفتح الفيسبوك من متصفح الهاتف، ستجد أن الواجهة أصبحت مملة وغير سلسة في التعامل.

النتيجة

إن نفذت الخطوات الخمسة المذكورة، أعدك أنك ستكره مواقع التواصل وأنت بنفسك لن ترغب في دخولها، وإن دخلتها فلن تغدو مدمنًا لها كما كنت، دعني أوضح لك السبب: حينما تبقى 6 ساعات يوميًا دون الحصول على لايك واحد فستجد نفسك بعد مدة قليلة شعرت بالملل من هذه المواقع، وحينما تنتظر 100 إعجاب وتحصل على الأقل فستكره هذه المواقع، وحينما تدخل لصفحات المعارضين لرأيك فستجد شعورك أصبح سلبيًا تجاه الموقع، وحينما تفتح المواقع من المتصفح ستجدها أصعب في الإستخدام، والنتيجة؟ بعد أن كانت مواقع التواصل ترتبط في عقلك بالسعادة والدوبامين، ستصبح مرتبطة في عقلك بشعور الملل والشعور السلبي دائمًا، والنتيجة؟ ستبحث عن شىء آخر بخلاف تلك المواقع، وهذا ما سنكمله في الخطوات التالية.

6. ضع البدائل في عقلك، أو اكتبها

أحيانًا تكون مضطرًا للبقاء في مواقع التواصل بسبب أنه ليس لديك شيئًا آخر لتفعله، وهنا عليك أن تسترجع في عقلك الكتب التي في منزلك ولم تقرأها بعد، الكتب التي حملتها pdf ولم تفتحها بعد، والأفلام الوثائقية والدورات التي سجلت فيها ولم تنهيها بعد، والمواقع المفيدة التي مرت مدة طويلة ولم تعيد زيارتها بعد، وإن كنت طالبًا فالدروس التي لم تذاكرها بعد، صدقني ستجد الكثير من الأشياء التي نسيتها.

7. إبق أول 4 ساعات من يومك دون مواقع التواصل.

بالنسبة لي، لاحظت أنني أكون أكثر إدمانًا لمواقع التواصل حينما أفتحها أول اليوم، لذا جرّب أن لا تفتح هذه المواقع خلال أول 3 أو 4 ساعات من يومك وإستبدله بالأشياء التي قد اقترحتها عليك في الخطوة السابقة، غالبًا ستجد رغبتك في فتح مواقع التواصل قد قلت بشكل كبير، خصوصًا إن استغليت تلك الساعات في شىء تستمتع أو تهتم به حقًا.

8. استخدم تطبيقات إغلاق التطبيقات.

هناك تطبيقات كثيرة على متجر play أو apple لإغلاق تطبيقات محددة للفترة التي تحددها، ستساعدك هذه التطبيقات كثيرًا في الحد من استخدامك لها، بالنسبة لي أستخدم تطبيق stay focused على الأندرويد، وهناك تطبيقات أخرى مشابهة بإمكانك إكتشافها بنفسك.

بعد فترة من الإستخدام القليل لمواقع التواصل، ادخل تحدي مع نفسك وجرب إغلاقه لمدة ثلاثة أيام الى أسبوع واحد حسب قدرتك (بمساعدة التطبيقات المذكورة)، بعد أن ينتهي الأسبوع ستكتشف شيئًا وستثبته: أنه لم يفوتك شيئًا مهمًا، وليس كما كنت تتوهم دائمًا!
سيشجعك هذا الإستنتاج على تكرار فترة التوقف عن تلك المواقع مرة أخرى.

ملاحظات وأفكار إضافية

1. قم بتغيير كلمة مرور حساباتك على تلك المواقع، إجعلها لا تقل عن 25 رقمًا أو حرفًا (يفضل أن تكون حروفًا صغيرة وكبيرة)، وحينما تنتهي جلساتك قم بتسجيل الخروج، فور أن تحتاج للدخول فعليك بتكرار كتابة تلك الأحرف مرة أخرى. 

الفائدة في ذلك هي أن الإنسان بطبيعته يميل لفعل الأسهل دائمًا، وكان ما يشجعك لدخول مواقع التواصل هو سهولة فتح حسابك (الذي غالبًا ما يكون مُسجل تلقائيًا). بإستخدام هذه الطريقة سيكون الأمر أصعب قليلًا وستفكر مرة أخرى قبل أن تقرر فتحها.

2. إقض بعض الوقت في فلترة الصفحات والحسابات التي تتابعها، أحذف ما لا يفيدك وما لم يعد يثير اهتمامك، بحيث أنه حتى لو دخلت تلك المواقع فتكون أكثر إفادة لك.

3. ليس الهدف هو أن تتخلص تمامًا من استخدام مواقع التواصل، فقد تكون مفيدة أحيانًا، إنما الهدف هو التخلص الإدمان وقضاء وقت دون فائدة على هذه المواقع.


الآن، يبدو أن المقالة إنتهت، اقرأ الخطوات مرة أخرى وجرب تطبيقها ثم اخبرني بالنتيجة.

اقرأ أيضًا: كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟ 


تعليقات

  1. فكرة رائعة لا تخطر على بال أحد!!
    بالفعل لقد انبهرت جداً..و قد تعرضت لبعض ما قلته قبل قراءتي لمقالتك و تأثيرها فعلاً جعلني أكره تلك الوسائل!

    ردحذف
  2. شكرا مينا, طريقة فعالة اعجبتني. اتمنى تنفع الكثير 🌹

    ردحذف
  3. حسنآ يبدو انني أفعل ذلك دومآ دون فائدة، منذ عدة سنوات وأنا بالنادر أن أشارك أو أعلق على أي شيء، أتصفح المواقع من المتصفح أقضي 6 ساعات يوميآ أقلب بين المنشورات وأستهلك دون فائدة، أتمنى أن تكون هناك نصائح لمن هم مثلي.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مهارات القراءة : كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟

هل تعلم أن القراءة قد تكون تضييعاً للوقت في بعض الأحيان؟ بالفعل، قد تكون قرأت عدداً كبيراً من الكتب، ولكن حينما تعود لتقرأها مرة أخرى تكتشف أنك قد نسيت أكثر من 90% من محتواها فلماذا ننسى هذا الكم، وكيف نتغلب على ذلك لنتذكر أكثر من 90% من محتوى الكتاب؟ تابع القراءة اولاً: كيف تنتقل المعلومات لعقولنا؟ كيف تنتقل المعلومات لعقولنا تنتقل المعلومات التي تتلقاها من الحواس (كحاسة النظر والسمع واللمس..إلخ) عن طريق النواقل الحسية، تقوم هذه النواقل بنقل المعلومات من الحواس إلى الذاكرة قصيرة المدى، وهذه الذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة ثواني او دقائق قليلة بعد ذلك، تنتقل بعض المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، وهي ذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة طويلة، بينما البعض الآخر من المعلومات لا يصل لهذه الذاكرة ويتم نسيانه بسرعة، وطبعاً نريد أن نجعل ما نقرأه يصل للذاكرة طويلة المدى لنتذكره أطول فترة ممكنة، فكيف ذلك؟ العوامل المؤثرة في قوة التذكر  هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، سنذكر أهمها :  1. الإهتمام كلما كنت مهتماً أكثر

كلما أقوم للمذاكرة أجد شيئًا يمنعني، ماذا أفعل؟

الإجابة بسيطة: تنقصك الإرادة! اممم لالا ليس هذا هو السبب. أنت لديك الإرادة بالفعل وترغب في التفوق، دائمًا ما تتخيل نفسك حاصلًا على درجة مرتفعة وعن مدى سعادتك وقتها، ولكنك-رغم كل ذلك- لا تذاكر، أليس كذلك؟ لقد مررتُ بذلك كثيرًا هناك عدة أسباب لاحظتها متأخرًا ونادرًا ما تجدها في المواقع، وهي تتعلق بأفكارك حول نفسك والآخرين والمذاكرة، دعني أوضحها: تظن أن قدراتك خارقة وبإمكانك انهاء المنهج بسهولة نهاية العام! هناك جزء مغرور بداخلنا يخبرنا أننا ذوي قدرات خارقة، و أن قدراتنا أعلى من قدرات أقراننا. هذا ما يسمى في علم النفس بتأثير فرط الثقة (Overconfidence Effect). لم أوضح ما المشكلة في ذلك؟ حينما تظن أن قدراتك أعلى من غيرك، فإن النتيجة ستكون أن تظن أنك تستطيع مذاكرة المنهج بالكامل أسرع منهم بسبب قدراتك الفذة. مثلًا الطبيعي أن زملائك يحتاجون 6 أشهر لمذاكرة المنهج بالكامل، ولكنك تظن أنك بإمكانك مذاكرته في أسبوعين فقط، وما النتيجة؟ تبدأ-بشكل لاواعي أحيانًا- بالتفكير: "لطالما أنه بإمكاني مذاكرة المنهج بالكامل في آخر اسبوعين، فما الذي يجعلني أذاكره الآن رغم أن الإمتحان مُتبقى له عدة أشهر؟&quo