التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كلما أقوم للمذاكرة أجد شيئًا يمنعني، ماذا أفعل؟


لماذا لا أذاكر؟

الإجابة بسيطة: تنقصك الإرادة! اممم لالا ليس هذا هو السبب.

أنت لديك الإرادة بالفعل وترغب في التفوق، دائمًا ما تتخيل نفسك حاصلًا على درجة مرتفعة وعن مدى سعادتك وقتها، ولكنك-رغم كل ذلك- لا تذاكر، أليس كذلك؟ لقد مررتُ بذلك كثيرًا

هناك عدة أسباب لاحظتها متأخرًا ونادرًا ما تجدها في المواقع، وهي تتعلق بأفكارك حول نفسك والآخرين والمذاكرة، دعني أوضحها:

تظن أن قدراتك خارقة وبإمكانك انهاء المنهج بسهولة نهاية العام!

هناك جزء مغرور بداخلنا يخبرنا أننا ذوي قدرات خارقة، و أن قدراتنا أعلى من قدرات أقراننا.

هذا ما يسمى في علم النفس بتأثير فرط الثقة (Overconfidence Effect). لم أوضح ما المشكلة في ذلك؟

حينما تظن أن قدراتك أعلى من غيرك، فإن النتيجة ستكون أن تظن أنك تستطيع مذاكرة المنهج بالكامل أسرع منهم بسبب قدراتك الفذة. مثلًا الطبيعي أن زملائك يحتاجون 6 أشهر لمذاكرة المنهج بالكامل، ولكنك تظن أنك بإمكانك مذاكرته في أسبوعين فقط، وما النتيجة؟

تبدأ-بشكل لاواعي أحيانًا- بالتفكير: "لطالما أنه بإمكاني مذاكرة المنهج بالكامل في آخر اسبوعين، فما الذي يجعلني أذاكره الآن رغم أن الإمتحان مُتبقى له عدة أشهر؟" فتبدأ بالتسويف.

تفكير منطقي! ولكنه قائم على فكرة غير صحيحة. قدراتك ليست خارقة، ولا تدع أحد يقنعك بذلك لأن هذا قد يجعلك تستهتر أكثر بدلًا من أن تتشجع.

هناك نقطة تُصعّب عليك الأمر أكثر، وهي أنك تقرأ قصصًا لأشخاص قالوا أنهم بدأوا المذاكرة قبل الإمتحانات بعدة أيام وحصلوا على الدرجة النهائية، طبعًا الجزء الكسول بداخلك يصدق هذا جدًا لأنه في مصلحته، دعني أؤكد لك: إنهم يخدعونك! هؤلاء هم نفسهم الأشخاص الذين يقولون قبل الإمتحان أنهم لم يذاكروا شيئًا ورغم ذلك تجدهم الأوائل على دفعتك! لا تصدقهم.

على كل حال، عليك أن تُعدّل هذه الفكرة وتستبدلها بفكرة أنك إنسان طبيعي ولست خارقًا، وبالتالي فكما يحتاج أي شخص 6 أشهر على الأقل لدراسة المنهج الدراسي فأنت أيضًا تحتاج نفس ال6 أشهر (هذا مجرد رقم وليس قانونًا، والمقصود أنك تحتاج لبذل نفس الجهد تقريبًا الذي يبذله غيرك لتحصل على نفس النتيجة)، وبالتالي لن تجد مخرجًا سوى أن تذاكر كي لا تخسر درجات.

هدفك يشغلك جدًا، أنت تضع أهداف وليس عادات

أجب على هذا السؤال: ما هدفك؟ لا، ليس الأمر أنني أسألك عن أحلامك الخيالية، بل أقصد هدفك في نهاية العام الدراسي. أنت تريد أنت تحصل على الدرجة/ النسبة "س"، ولكن متى ستحصل عليها؟ بعد عدة أشهر، وهذه هي المشكلة!

يسعى العقل دائمًا لتحقيق السعادة الفورية، لذا فإن الأولوية بالنسبة له هي تحقيق السعادة "اليوم" وليس نهاية العام الدراسي، من الصعب إقناع نفسك أن تقوم بفعل شيئًا لأجل سعادة بعيدة المدى.

يقول المخ لك:

إن كنت ستعطيني الدوبامين بعد دقيقة فسأفعل لك ما تريده، وإن لم يكن فبعد ساعة أو يوم..ولكن لا تنتظرني أفعل شىء لأجل مكافأة بعد عدة أشهر أو سنة، أنا مستعجل!

إذن ما الحل؟

الحل أن تضع هدف يومي وتركز عليه، وهو ما نسميه "العادة"، وهي أن تضع هدف إنهاء عدد محدد من الصفحات/ الدروس في اليوم، وأن تحل عدد محدد من الأسئلة كل يوم. فور أن تحقق هذا الهدف اليومي فأنت بذلك حققت إنجاز اليوم، احتفل بذلك، مبارك لك!

لا تنظر ولا تفكر في نهاية العام، هدفك هو تحقيق هدف اليوم فقط، وبنهاية السنة ستجد نفسك حققت ما تريده دون أن تلاحظ.

ترى أن المتفوقون أغبياء، يحفظون ولا يفهمون

لغرض تهدئة الطلاب الذين لم يحصلوا على درجة عالية، فالبعض يواسيهم بالقول: "إن نظام التعليم أصلًا فاشل ويعتمد على الحفظ، هؤلاء تفوقوا لأنهم أقل ذكاءً، إنهم يحفظون ولا يفهمون!"

والفكرة أن الكثير يعتقدون ذلك، قد تسألني ما المشكلة؟

حينما تحاول أن تتفوق مثلهم، فستجد عقلك يمنعك ويشدّك للخلف قائلًا: "إن المتفوقون أغبياء، أتريد أن تذاكر لتتفوق وتصبح غبيًا مثلهم؟"

تقريبًا هذا الإعتقاد من أقوى المعتقدات التي تجعل الطلاب المتوسطون كما هم دون أن يتطور مستواهم، وهو شائع بدرجة كبيرة في فئة متوسطي المستوى وأقل.

عمومًا، عليك بتغيير هذه الفكرة، التفوق في الواقع لا يعتمد كثيرًا على الذكاء أو عدم الذكاء، إنه يعتمد-بالنسبة الأكبر- على الجهد المبذول بطريقة صحيحة.

أنت تفكر كثيرًا

نعم، كلما فكرت أكثر زادت احتمالية أن تجد أعذارًا لعدم المذاكرة. إن حاولت في مرة أن تذاكر ولكنك جلست لتفكر كثيرًا فستجد فكرة هبطت في عقلك تقول: ما رأيك -يا واد يا حمادة- لو ترتاح أو تنام قليلًا ثم تستيقظ غدًا وتذاكر وأنت في قمة نشاطك؟ طبعًا تعجبك الفكرة وتمتنع عن المذاكرة، وهكذا تستمر في اختلاق الأعذار

والنقطة هنا بإختصار هو أن لا تفكر، حددت وقتًا للمذاكرة؟ قم وذاكر فيه، لا تسمح لنفسك بالتفكير، كثرة التفكير ستمنعك دائمًا من تحقيق الكثير من الإنجازات.

إذن بإختصار، ماذا تفعل؟

اعلم أن قدراتك ليست خارقة، قدراتك تشبه باقي البشر، لذا تحتاج لبذل نفس الوقت والمجهود الذي يبذله غيرك لتحصل على نفس النتيجة. طبعًا هذا لا يعني أنه لا توجد فروق فردية، توجد فروق ولكنها طفيفة وليست للحد الذي تتصوره، يستحيل أن تصل للضعِف مثلًا.

كوّن عادات وليس أهداف، سيساعدك هذا على تحقيق أهداف "اليوم" بدلًا من التركيز على نهاية العام، سيساعدك كتاب العادات الذرية على ذلك، شاهد ملخصه:


غيّر مفهومك عن المجتهدين، إنهم تفوقوا لأنهم اجتهدوا وليس لأنهم أغبياء أو أذكياء، ولكي تصبح مثلهم فعليك أن تجتهد مثلهم.

وأخيرًا، لا تفكر كثيرًا، جاء وقت المذاكرة وعليك أن تذاكر الآن؟ ابدأ فورًا. فور أن تفكر لأكثر من 10 ثوانٍ في الدرس الذي يجب عليك أن تذاكره أو تُفكر فيما إذا كان يجب عليك المذاكرة الآن أصلًا أم لا، فاعلم أنك بذلك ستسوف.

 لا تفكر كثيرًا، فقط ابدأ.

سيفيدك أيضًا:

كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟

 الطريقة الأكيدة للتخلص من إدمان مواقع التواصل (من تجربتي الشخصية)



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مهارات القراءة : كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟

هل تعلم أن القراءة قد تكون تضييعاً للوقت في بعض الأحيان؟ بالفعل، قد تكون قرأت عدداً كبيراً من الكتب، ولكن حينما تعود لتقرأها مرة أخرى تكتشف أنك قد نسيت أكثر من 90% من محتواها فلماذا ننسى هذا الكم، وكيف نتغلب على ذلك لنتذكر أكثر من 90% من محتوى الكتاب؟ تابع القراءة اولاً: كيف تنتقل المعلومات لعقولنا؟ كيف تنتقل المعلومات لعقولنا تنتقل المعلومات التي تتلقاها من الحواس (كحاسة النظر والسمع واللمس..إلخ) عن طريق النواقل الحسية، تقوم هذه النواقل بنقل المعلومات من الحواس إلى الذاكرة قصيرة المدى، وهذه الذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة ثواني او دقائق قليلة بعد ذلك، تنتقل بعض المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، وهي ذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة طويلة، بينما البعض الآخر من المعلومات لا يصل لهذه الذاكرة ويتم نسيانه بسرعة، وطبعاً نريد أن نجعل ما نقرأه يصل للذاكرة طويلة المدى لنتذكره أطول فترة ممكنة، فكيف ذلك؟ العوامل المؤثرة في قوة التذكر  هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، سنذكر أهمها :  1. الإهتمام كلما كنت مهتماً أكثر

الطريقة شبه الأكيدة للتخلص من إدمان مواقع التواصل (من تجربتي الشخصية)

منذ ما يزيد عن 4 سنوات كنت أبحث عن طرق فعالة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الإجتماعي، ولكني وجدت الكثير من تلك الطرق تعتمد على العقلانية (مثلًا أن تسأل نفسك عن مدى استفادتك منها)، وجزء آخر منها يعتمد على عقد العزم والإرادة، ولكن هذا لم ينفعني كثيرًا وحده، وقد لا ينفعك أيضًا؛ إذ يقال أن الإنسان يأخذ قراراته بالعاطفة أولًا ثم يبررها بالمنطق، لهذا سنستخدم هنا دور العاطفة ممزوجة ببعض العقلانية. لتتخلص من آدمان مواقع التواصل إتبع الآتي : 1.  زد من استخدامك لمواقع التواصل. نعم، أنت تقرأ عن التخلص من إدمان مواقع التواصل، وأنا في كامل قواي العقلية وأنا أسألك أن تزيد من استخدامك لها، فإن كنت تقضي على هذه المواقع 3 ساعات فاجعلها 6 ساعات، لا تتنازل عن ذلك، عليك أن تقضي ما يقارب من ضعف الوقت يوميًا، قم بفعل ذلك لمدة 3 أو 4 أيام متواصلة. ولكن لاحظ هنا أنك تريد التخلص من إدمان مواقع التواصل وليس التخلص من صحتك! لذا استخدم قاعدة 20/20/20 للحفاظ على عينيك (كل 20 دقيقة خذ استراحة لمدة 20 ثانية وانظر لشىء يبعد عنك 20 قدمًا، أي 6 أمتار)، وتحرك من مكانك كل عدة دقائق منعًا لحدوث أية آثار صحية. لن تفيد