التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأنا والهو والأنا العليا في مدرسة التحليل النفسي



يبدو أنك سمعت عن الأنا (ego) كثيرًا أليس كذلك؟ ولكن ماذا عن الأنا الأعلى والهو؟ لحظة، يبدو أنك لم تكن تعرف الego جيدًا.

يقسم فرويد الشخصية لثلاثة مستويات أو مكونات: الهو، الأنا، الأنا الأعلى.

  • الهو (ID): وهو يشمل الغرائز والشهوات التي يولد بها الإنسان، هدفه هو أن يدفعك لإشباع تلك الغرائز، لايهم إن كانت بطريقة أخلاقية أو غير أخلاقية، المهم هو أن يحقق اللذة "الآن" و يبتعد عن الألم، وقد ركز فرويد هنا أكثر على الغريزة الجنسية بالإضافة لغريزة العدوان. يمكن أن نعتبر أن الهو يمثل "الجانب الحيواني" بداخل الإنسان.
    • الطفل قبل سن 5 سنوات يتصرف بناءً على هذا الجانب، إذ لم تكن قد تكونت لديه الأنا الأعلى بعد. جائع؟ لا مشكلة لديه أن ينقض عليك ليأخذ كيس الشيبسي الذي معك أو مع أي شخص، وإن لم يأخذه فقد ينهمر في البكاء، المهم لديه هو أن يشبع رغباته بأي طريقة.
  • الأنا الأعلى/ العليا (Super ego): عكس الهو، إنه الجانب المثالي بداخلك، يمكن أن نسميه الضمير، هو الجزء الذي يمثل الأخلاق والقيم التي تعلمتها من والديك ومعلميك بالإضافة للقيم المجتمعية، ويريد الإلتزام بها مثلما قال الكتاب، يتكون هذا الجانب عند الطفل في عمر 3 إلى 5 سنوات تقريبًا.
  • الأنا (ego): وظيفة الأنا هي الموازنة بين الجانبين السابقين، هي أكثر واقعية، وهدفها هو إشباع الغرائز ولكن بطريقة مقبولة إجتماعيًا، هي لا تزعج أي جانب منهم، هي ترضي الجانبين ولكن بطريقة معتدلة. الأنا هو الجزء الظاهر من شخصيتك، كما يشبهه فرويد بالجيل الجليدي:

يحدث صراع دائمًا بين تلك المكونات، إذا استطاعت الأنا الموازنة بين الأنا الأعلى والهو فإن الشخص يصبح سويًا، بينما إذا فشلت الأنا في السيطرة على الصراع وسيطر أحد الجانبين على الإنسان فإنه يصبح مضطربًا نفسيًا.

هل تتخيل ماذا سيحدث لو سيطر أحد الجانبين؟

إذا سيطر الهو، فإن الشخص قد يصبح سارقًا، متحرشًا، قاتلًا..إلخ، هؤلاء الناس يتحكم الهو فيهم..تتحكم غرائزهم وشهواتهم فيهم.

ماذا لو سيطرت الأنا الأعلى؟ ستصبح مثاليًا بزيادة، لا تريد أن تخطئ، إن الأنا الأعلى تنتقدك لو لم تتصرف بمثالية، حينما تفعل أي شىء ستخبرك دائمًا: "لا، لا تفعل هذا، أنت لست جيدًا بما يكفي"، " عليك أن تتحدث وتفعل كل شىء بشكل مثالي، وإلا ستتعرض للسخرية والنبذ"، هذا الجزء هو الذي ينتقدك عند أتفه خطأ، طبعًا هذا يسبب الخوف والقلق وربما الإكتئاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مهارات القراءة : كيف تتذكر 90% مما تقرأه؟

هل تعلم أن القراءة قد تكون تضييعاً للوقت في بعض الأحيان؟ بالفعل، قد تكون قرأت عدداً كبيراً من الكتب، ولكن حينما تعود لتقرأها مرة أخرى تكتشف أنك قد نسيت أكثر من 90% من محتواها فلماذا ننسى هذا الكم، وكيف نتغلب على ذلك لنتذكر أكثر من 90% من محتوى الكتاب؟ تابع القراءة اولاً: كيف تنتقل المعلومات لعقولنا؟ كيف تنتقل المعلومات لعقولنا تنتقل المعلومات التي تتلقاها من الحواس (كحاسة النظر والسمع واللمس..إلخ) عن طريق النواقل الحسية، تقوم هذه النواقل بنقل المعلومات من الحواس إلى الذاكرة قصيرة المدى، وهذه الذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة ثواني او دقائق قليلة بعد ذلك، تنتقل بعض المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، وهي ذاكرة تحتفظ بالمعلومات لمدة طويلة، بينما البعض الآخر من المعلومات لا يصل لهذه الذاكرة ويتم نسيانه بسرعة، وطبعاً نريد أن نجعل ما نقرأه يصل للذاكرة طويلة المدى لنتذكره أطول فترة ممكنة، فكيف ذلك؟ العوامل المؤثرة في قوة التذكر  هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، سنذكر أهمها :  1. الإهتمام كلما كنت مهتماً أكثر

الطريقة شبه الأكيدة للتخلص من إدمان مواقع التواصل (من تجربتي الشخصية)

منذ ما يزيد عن 4 سنوات كنت أبحث عن طرق فعالة للتخلص من إدمان مواقع التواصل الإجتماعي، ولكني وجدت الكثير من تلك الطرق تعتمد على العقلانية (مثلًا أن تسأل نفسك عن مدى استفادتك منها)، وجزء آخر منها يعتمد على عقد العزم والإرادة، ولكن هذا لم ينفعني كثيرًا وحده، وقد لا ينفعك أيضًا؛ إذ يقال أن الإنسان يأخذ قراراته بالعاطفة أولًا ثم يبررها بالمنطق، لهذا سنستخدم هنا دور العاطفة ممزوجة ببعض العقلانية. لتتخلص من آدمان مواقع التواصل إتبع الآتي : 1.  زد من استخدامك لمواقع التواصل. نعم، أنت تقرأ عن التخلص من إدمان مواقع التواصل، وأنا في كامل قواي العقلية وأنا أسألك أن تزيد من استخدامك لها، فإن كنت تقضي على هذه المواقع 3 ساعات فاجعلها 6 ساعات، لا تتنازل عن ذلك، عليك أن تقضي ما يقارب من ضعف الوقت يوميًا، قم بفعل ذلك لمدة 3 أو 4 أيام متواصلة. ولكن لاحظ هنا أنك تريد التخلص من إدمان مواقع التواصل وليس التخلص من صحتك! لذا استخدم قاعدة 20/20/20 للحفاظ على عينيك (كل 20 دقيقة خذ استراحة لمدة 20 ثانية وانظر لشىء يبعد عنك 20 قدمًا، أي 6 أمتار)، وتحرك من مكانك كل عدة دقائق منعًا لحدوث أية آثار صحية. لن تفيد

كلما أقوم للمذاكرة أجد شيئًا يمنعني، ماذا أفعل؟

الإجابة بسيطة: تنقصك الإرادة! اممم لالا ليس هذا هو السبب. أنت لديك الإرادة بالفعل وترغب في التفوق، دائمًا ما تتخيل نفسك حاصلًا على درجة مرتفعة وعن مدى سعادتك وقتها، ولكنك-رغم كل ذلك- لا تذاكر، أليس كذلك؟ لقد مررتُ بذلك كثيرًا هناك عدة أسباب لاحظتها متأخرًا ونادرًا ما تجدها في المواقع، وهي تتعلق بأفكارك حول نفسك والآخرين والمذاكرة، دعني أوضحها: تظن أن قدراتك خارقة وبإمكانك انهاء المنهج بسهولة نهاية العام! هناك جزء مغرور بداخلنا يخبرنا أننا ذوي قدرات خارقة، و أن قدراتنا أعلى من قدرات أقراننا. هذا ما يسمى في علم النفس بتأثير فرط الثقة (Overconfidence Effect). لم أوضح ما المشكلة في ذلك؟ حينما تظن أن قدراتك أعلى من غيرك، فإن النتيجة ستكون أن تظن أنك تستطيع مذاكرة المنهج بالكامل أسرع منهم بسبب قدراتك الفذة. مثلًا الطبيعي أن زملائك يحتاجون 6 أشهر لمذاكرة المنهج بالكامل، ولكنك تظن أنك بإمكانك مذاكرته في أسبوعين فقط، وما النتيجة؟ تبدأ-بشكل لاواعي أحيانًا- بالتفكير: "لطالما أنه بإمكاني مذاكرة المنهج بالكامل في آخر اسبوعين، فما الذي يجعلني أذاكره الآن رغم أن الإمتحان مُتبقى له عدة أشهر؟&quo